Thursday, February 16, 2012

من إبرا لفينجر..هل أنت نادم الآن؟


إبراموفيتش في لقاء أرسنال
ربما لا يعرف الكثيرون من عشاق ومتابعي كرة القدم العالمية أن النجم السويدي زلاتان إبراموفيتش مهاجم ميلان الإيطالي الحالي كن قاب قوسين أو أدنى من الانضمام لفريق أرسنال الإنجليزي في مرحلة مبكرة من مشواره الاحترافي، لكن المدرب الفرنسي أرسين فينجر لم يقتنع بقدراته ورأى أنه غير جدير بارتداء قميص المدفعجية.
بصريح العبارة طرد فينجر إبرا من جنة أرسنال من على اعتابها، ولم يكن يملك حينها بصيرة الكشاف أو يتمتع بالفطنة الكافية التي تجعله يتنبأ بمستقبل اللاعب ذو الأصول البوسنية الذي تحول فيما بعد الى أسطورة كروية ونجم تتهافت عليه كبرى أندية العالم وبملايين الاموال.
ورغم ان هذه المعلومة كانت مجهولة اعلاميا، الا انها انتشرت كالنار في الهشيم قبل ساعات من انطلاق مباراة ميلان وأرسنال في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا على ملعب سان سيرو معقل العملاق اللومباردي، كما لو كانت قد انتشرت بشكل متعمد.
ويمكن التوقع بأن نشر تلك الواقعة في هذا التوقيت كان الهدف منه أن يأخذ اللقاء طابعا ثأريا بين إبرا وفينجر، لا سيما من وسائل الاعلام المناصرة لنادي رئيس وزراء إيطاليا السابق سيلفيو برلسكوني، فنشر معلومة كهذه قد تدفع الهداف السويدي لإفراغ كل ما بجعبته على المستطيل الاخضر أمام مدافعي أرسنال على مرأى ومسمع من المدرب الفرنسي المخضرم.
غير أن معظم وسائل الاعلام تجاهلت حقيقة أن إبراموفيتش لم يخسر يوما امام أرسنال مع الفرق التي سبق ودافع عن الوان قميصها، وأنه لم يكن يحتاج الى دافع لرد الاعتبار امام فينجر، لأن رده دوما ما يكون جاهزا في الملعب، ويمكن تذكر هدفه الرائع في مرمى برشلونة فريقه السابق في دور المجموعات بنفس البطولة، والذي كان مقصودا به المدرب بيب جوارديولا بعد خلافهما الشهير.
وربما استغلت وسائل الاعلام الميلانية هذه الواقعة لاستثارة إبرا بعد تصريح جدلي أدلى به قبل المباراة قال فيه أنه لم يعد مهووسا بالتتويج بدوري أبطال أوروبا الذي لم يحالفه الحظ في الفوز به مع اي فريق، وهو الذي توج بجميع الالقاب المحلية مع الثلاثة الكبار في إيطاليا ميلان وإنتر ناسيونالي ويوفنتوس، ولا مع أياكس الهولندي ولا حتى مع برشلونة الذي انتقل اليه لتحقيق هذا الحلم فقط.
ولكل من تابع تلك القمة الأوروبية بين الروسونيري والجانرز وجد أن إبرا حمل رسالة ضمنية لفينجر من خلال أدائه المبهر في اللقاء، ففي صورة تعجبية كان لسان حاله يقول..هل انت نادم الآن؟؟.
الهداف السويدي قدم اروع عروضه، فملأ جنبات الملعب في الرواقين الأيمن والأيسر وفي القلب، شكل ازعاجا مستمرا على دفاعات الفريق اللندني، ولم يترك مدافعا من الخصم الا وراوغه، فتح شوارع باسمه في الخطوط الخلفية وأوجد ثغرات كثيرة في قلب الدفاع، ولم تتملكه الأنانية رغم ذلك، فأقام منصة لاطلاق الكرات البينية والعرضيات الخطيرة لزملائه، فصنع هدفين من الرباعية لزميله البرازيلي روبينيو، وصنع لنفسه هدفا من ركلة جزاء.
استحق إبراموفيتش لقب نجم الأمسية الأول، وقاد فريقه لاكتساح الضيوف برباعية نظيفة وضع بها قدما ونصف في دور الثمانية، وبات التعويض لابناء فينجر شبه مستحيل بل يتطلب معجزة من السماء.
لاعب بهذه الموهبة الفريدة كان أرسنال في أمس الاحتياج اليه في مباراة كهذه، لاعب قادر على صناعة الفارق، فاختيارات فينجر مؤخرا باتت غريبة، منذ الجيل الذهبي الذي تواجد به هنري وبيركامب وليونبيرج وبيتيه وبيريس وليمان وفييرا وغيرهم، غابت الخبرة والشخصية القيادية عن الفريق وتتابعت اجيال من اللاعبين صغار السن، وان كانوا يتمتعون بالموهبة، لكنهم غير قادرين على اسعاد الجماهير بلقب طال انتظاره منذ أمد بعيد.
ويمكن اعتبار ان الثأر الشخصي لإبرا من فينجر، وفك الميلان لعقدة الفرق الانجليزية، التي أخرجته ثلاث مرات متتالية من نفس الدور الحالي، قد أجبرت النجم السويدي على اعادة حساباته، وهو ما تبين في تصريحاته عقب المباراة، فعاد يجدد رغبته في حصد اللقب القاري الاغلى للمرة الأولى في سجله الحافل انطلاقا من الرباعية التاريخية امام أرسنال، مشيرا الى ان تحقيق هذه النتيجة الكبير امام فريق بحجم العملاق اللندني أمر قد يحدث مرة واحدة في العمر.
هنيئا لإبرا نجاحه في معركة شخصية جديدة، ولعل فينجر يستفد من اخطائه ويعيد ترتيب اوراقه المبعثرة بعد أن فقد هيبته التدريبية وعصارة اعوام طويلة من الخبرة امام رفاق إبراهيموفيتش في معمعة جوزيبي مياتزا

No comments:

Post a Comment